كان الله في عون التوارق.......زعموا أنها مهرجانات لتراث التوارق
االمناضل والباحث في الشؤون التارقية : أبوبكر أكحتى- الجماهيرية
في السنوات الأخيرة طالعتنا فضائيات مالي و النيجرو بعض دول شمال أفريقيا بصور متنوعة لما أسمته مهرجانات للتراث و الفن التارقي ، كما كثرت في بعض هذه الدول الوكالات المروجة للسياحة الصحراوية بمناطق التوارق. إلى هنا لا إعتراض . فالتوارق نالوا حظهم الوافي من النسيان و التهميش .
لكن هل الهدف من كل ذلك كما يبدو هو إعـادة الاعتبار لثقافة التوارق الغنية و الضاربة في أعماق التاريخ ؟
إن مـا يراه المتفرج لا يعدو كونه صورة فولكلورية أحياناً و كاريكاتيرية غالبا توضح مدى بؤس و قلة حيلة الفنانيين الذين جيء بهم ليرقصوا تارة فوق الرمال أو في الساحـات و تارة أخرى في المطارات لإدخـال البهجــة إلي قلوب كبــار الزوار و السياح .
إن كبار الزوار و السياح لا يمكن خداعهم ، مـا ينظرون اليه ليس المضمون المقصود بل الصور الخلفية التي تعكس في هذه الحالة الحقيقة المرة ، حقيقة بؤس وفقر و تهميش التوارق .
إذا المخدوع هنا هم التوارق الذين أثبت التاريخ أنهم دائمأ يرضون بالقليل ، فبحسبة بسيطة - كما أفاد أحد مسؤلي وكالات السياحة - يدفع السائح مبلغ 450 يورو لقضاء خمسة أوستة أيام في صحراء التوارق تستقطع منها 400 يورو ثمن تذكرة السفر يتبقى 50 يورو حصة وكالة السياحة لتصرفهاعلى :المبيت، النقل، الإعاشة ، الدليل أو المترجم ، فرقة الفنون ، سائقي الجمال.
قد يقول البعض أن هذا الأمر مستحيل و لكن و للأسف أنها الحقيقة المرة.
ما يجب أن يعلمه الجميع أن الفن عند التوارق لا يمارس إعتباطا و كيفما أتفق في أي زمان أو مكان ، إنه قيمة رمزية ، إنه حقل واسع غني بالدلالات و ضامن للإستمرار عبر الزمن .
إحياء التراث التارقي لا يكون:
بالابتذال في الفن.
بممارسة الفن المتسول.
بالرقص و الغناء في المطارات .
بدمج الهوية مع الوظيفة .
إحياء التراث التارقي يكون :
1) بفك الحصار عن اللغة والثقافة و الهوية .
2) ببناء المدارس و المعاهد التي تسمو بالفن والفنانين.
3) ببناء المسارح و السـاحات التي يحظى فيها الفن بالاحترام.
برفع الفقر و البؤس عن مناطق التوارق.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire