شباب توماست: الحركة الوطنية الازوادية (حلم دولة الصحراء)
الكاتب أمشاروق: أكلي اق شكا
الحركة الوطنية الازوادية هي حركة سلمية ذات صبغة سياسية أسست خصيصا تلبية لآمال وطموحات الشعب الازوادي الذي عاني من التهميش والحرمان عقودا. وهي ثمرة مقاومة طويلة ضد مختلف أشكال الظلم والاضطهاد الذي تعرض له ومازال يتعرض له الشعب الازوادي لأكثر من نصف قرن من قتل وتهجير وتجويع وتشريد.وهي استكمال للمشروع الذي يعرف ب "بمنظمــــــة الكونفدرالية الصحراوية" الذي طرحه قادة الطوارق عام 1958 امام الجلسة الفرنكفونية في العاصمة السنغالية داكار الذي وقع عليه اكثر من ٥٠٠ من قادة وشخصيات اعتبارية وعارضه اخرون بشدة كممثل الكوت ديفوار فيليكس هوفوات بواني, الذي اصبح رائيسا فيما بعد لبلاده بالاضافة الى بعض الدول الناشئة ان ذاك كالجزائر ,مصر والمغرب. وكان جمال عبد الناصر من اشد معارضه وبن بلة فيما بعد.
فقد اضحى إقليم ازواد مسرحا للصراعات بين شبكات المخابرات الجزائرية والأمريكية التي لعبت دورا قذرا في الآونة الأخيرة في زعزعة امن واستقرار منطقة الصحراء الكبرى بصفة عامة وازواد بصفة خاصة.مما خلق كابوس متواصل لا يفارق خيال خيرة شباب ازواد الغيورون,المؤمنون بحق العيش الكريم بخطورة سياسة مالي السلبي وما يتعرض له إقليمهم من انتهاكات ومساومات دولية من توقيع عقود مع شركات البترول والمعادن الثمينة, في منطقة سميت وتماسنا و
جعل الإقليم منطقة تصفية حسابات بين العصابات المتناحرة بالاضافة الى قتل المدنين وبث الرعب والترهيب بين الساكنة
وإبعاد القادة السابقين عن طريق منحهم مناصب رمزية لاتليق بهم. وتشجيعهم على الدور القبلي لغرض التفرقة والفرقة.وفتح ابواب الاقليم ومنافذه أمام شبكات تجار الأسلحة المخابراتية والمخدرات, وامام بعض الدول التي اعلنت حاربها المزعومة ضد حركات السلفية كالجزائر التي لعبت دور الحمل الوديع في مناطق الطوارق,حيث اصبح ازيز مروحياتها مصدر قلق وإزعاج لرعاة وحيواناتهم دون وجود لرادع يردعها!
كما ان ما حدث في مدينة تين بكتو التاريخية 2010 أغسطس الماضي, حين داهمت القوات الخاصة التابعة لحرس الحدود الموريتاني بيوتات سكان تين بكتو الطينية بحجة مطاردة اعضاء من ما يسمى ب"الحركة السلفية في المغرب الاسلا مي" مما أدى بمقتل أكثر من خمسة أشخاص من بينهم امرأة حامل, لهو امر في غاية السذاجة و الوقاحة.
أحلام على رمال سائبة ام حقيقة؟
لقد عملت دول الجوار بعزل اقاليم الطوارق بالعالم الخارجي واستغلال طيبة ابنائه وكرمهم وذلك لحصرهم بما يعرف ب "المثلث الاصفر" بواسطة التشهير المستمرة بان المنطقة ليست آمنه وان الطوارق ليسوا سوى لصوص و قطاع طرق وارهابين محترفون, مما قضى على القطاع السياحي المصدر الثاني الذي يعتمد عليه الساكنة بعد الحيواني ليس فقط على مستوى ازواد واييار بل ايضا في اجر (غات اوبارى) واهقار(تامنغست) . كما الغيت مهرجانات دولية
كأسوك وايسكن في السنوات الثلاث الماضية. كما اسست هذه الدول محميات وتجمعات دولية لردع اي تحرك مستقبلي طوارقي ك "س ص" اي تجمع دول الساحل والصحراء الذي اسسه العقيد معمر القذافي خصيصا لاحتواء اي امل من شأنه ان يقود الى تكوين او ميلاد دولة امازيغية في الصحراء الكبرى.
تلك العوامل وغيرها خلقت إحساسا متناميا بين أبناء ازواد الشرفاء نحو ما يعانيه أبناء جلدتهم المغلوبون على أمرهم, حيث لم يعد لهم دور يلعبونه ولا مشورة يقدمونها بعد ان سحب البساط من تحت أقدامهم ولى الغرباء أمرهم وانشق شملهم, وسفكت دمائهم, وانتهكت حرماتهم, وبات التسول من سيماءهم!
مما دفع ثلة من أبناء ازواد الحكماء الخيريين بأن يقفوا وقفة جادة لوضع حدا لهذه الانتهاكات والممارسات أللاشرعية تجاه إقليمهم وشعبهم المنهك. فقد انتظر أبناء ازواد بفارغ الصبر إلى ما ستؤول إليه وعود مالي الكاذبة عقود من الزمن ودول الجوار التي وعدت بحل المشكلة بالطرق الدبلوماسية عن طريق مراعاتها اتفاقيات سلام عقيمة مفبركة التي لم تكن سوى مجرد حبر على ورق. اخيرا تبين لسواد الأعظم من الازواديين مدى تواطؤ وعدم جدية الدول الراعية لاتفاقيات سلام الأخيرة (ليبيا والجزائر) ومراوغتها المستمرة على حساب قضية شعبهم الشريفة,عن طريق شراء الذمم وتشجيع النظام التقليدي القبلي والانقسام الداخلي الذي خلفه الاستعمار الفرنسي وتبناه الشيوعي الديكتاتور موديبو كيتا. وان ليس هناك سبيل إلى تحقيق أمالهم وطموحاتهم سوى في إنشاء تنظيم سياسي سلمي واعلان دولتهم الشرعية ‘أزواد‘
ففي الاول من نوفمبر 2010 وفي مدينة تين بكتو التاريخية حيث دوت مناراتها وأزقتها بصوت واحد وبميلاد حركة وطنية سلمية تشمل كل أبناء ازواد من طوارق وعرب وسنغاي ودون تميز أو تفرقة.فقد اجتمع الازواديين أخيرا حول المائدة الواحدة, لمناقشة أمرهم والنظر جديا فيما يوجهه إقليمهم من تحديات وعقبات نحو مستقبل قاتم. فقد تمكن هولاء الابطال بترجمة احلام الاجيال التي طال انتظارها على الاقل على الورق الى حقيقة تنزعج به اذان المحتلين ومن المختلين من المتقاعسين من ابناء الوطن انفسهم خاصة بعد النجاح والتأييد الاعلامي الذي حظت به الحركة على المستوى الدولي والمحلي.
السؤال الذي علي الحركة ان تجيب عليه: هل ستصمد الحركة امام رياح القبلي الساخنة وامام دخان بماكو العفن الملوث؟ ام أن الحركة مجرد احلام وتعاويذ على جبين الرمال السائبة-المتحركة؟
أمشاروق: أكلي اق شكا
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire